Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 11-19)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } [ العلق : 11 ] ؛ يعني : اللطيفة التي كانت على الهدى بتوجهها إلى اللطيفة الخفية ، { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } [ العلق : 12 ] إن أمرت قواها بأن يتَّقوا الهوى ويتركوا الاشتغال بالباطل فما تنفع التقوى بعد نزع الآلات والأدوات عنها اطلاعها على أمر اللطيفة وضياع الآلة ؛ لإبقاء الحسرة في نفسها وشدة آلام الحسرة على فواتها . { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } [ العلق : 13 ] ؛ أي : قوة جهل إلى جهله كذبت بالحق وتولت عن الإيمان ، { أَلَمْ يَعْلَم } [ العلق : 14 ] ؛ أي : القوى الجهلية { بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } [ العلق : 14 ] ما في ضميرها ، { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } [ العلق : 15 ] عن تكذيب اللطيفة الخفية فيما وعدت وأوعدت ، ويشتغل بالحظ العاجل ويستعمل الحق في الباطل { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } [ العلق : 15 ] ، إذا لنأخذن بناصية إدبارها واستكبارها ونجرّها إلى النار الموقدة في صدرها من نيران الحقد والحسد . { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ } [ العلق : 16 ] قوة مكذبة اللطيفة الخفية { خَاطِئَةٍ } [ العلق : 16 ] طريق رشدها بمخالفة أمر اللطيفة الخفية ، { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } [ العلق : 17 ] إلى قواها القالبية والنفسية ، التي هي عشيرتها ولينتصر بها عن هذه النيران المشتعلة في وجودها المقتحمة فيها ، { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } [ العلق : 18 ] ؛ وهي حقائق القوى القهرية التي أودعت في النفس الأمارة ؛ لتحزن القوى الجاهلة الظالمة الخاطئة الكاذبة المكذبة بنواصيها وتلقيها في دركات قالبها . { كَلاَّ } [ العلق : 19 ] ؛ يعني : ليس الأمر كما زعمت القوى الجاهلة ، فيا أيها اللطيفة { لاَ تُطِعْهُ } [ العلق : 19 ] ؛ أي : لا تطع القوى الجاهلة ، وصلِّ لربك متوجهاً كعبة قلبك ، { وَٱسْجُدْ } [ العلق : 19 ] على تراب قالبك ، { وَٱقْتَرِب } [ العلق : 19 ] باللطيفة الربوبية المستكنة في تراب قالبك ؛ ليعطيك ربك الرفعة والعزة والكرامة بإيصالك اللطيفة الخفية التي هي محمد وجودك للجذب إليها جميع اللطائف في مقام العروج ، وترجع إلى ربك { رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } [ الفجر : 28 ] إن شاء الله تعالى . اللهم اجعلنا راضين مرضيين بحق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .