Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-10)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أيتها اللطيفة الخفية ، { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } [ العلق : 1 ] مفردات لطائفك أولاً ، { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [ العلق : 2 ] ؛ أي : خلق ثانياً حقيقة إنسانيتك عند خلق المفردات بعضها ببعض ليصل إليها ضوء نور اسم ربك ؛ لكي تشرق به أرض قالبك . { ٱقْرَأْ } [ العلق : 3 ] بالقوة التي أودعناها في اسمك الأحمدي الذي هو مظهر اسمنا الأحدي ، { وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ * ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } [ العلق : 3 - 4 ] . وهو أول موجود أوجده الله في مرتبة الفاعلية ، وهذه إشارة ترد على اللطيفة المتخلقة من ظلمات القالب ، ويظهر على السالك بعد هذا الأمر العلم اللدني ، فإذا أدى حق هذه المقام في السجود يعطى له العلم المجهول في مقام الاقتراب ، وهو مقام يرفع الحجاب فيه بين الأرباب الباطلة المتفرقة ورب الأرباب ، يسجدوا له ويؤمنوا به ويقولوا : نحن التراب وأنت رب الأرباب ، وفي هذا البيان سر عزيز يتعلق بحد القرآن الذي لا يمكن لقلم البيان التجاوز عنه ؛ لأنه مأمور بأن يمد عين البيان في ميدانه . { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق : 5 ] من تفاصيل علم الأسماء ، ومحاضر الصفاء ، ومصادر الأفعال ، ومظاهر الآثار . { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } [ العلق : 6 - 7 ] ؛ يعني : حقاً إن الإنسان إذا أراه مستغنياً بالقوى والآلات والأدوات التي أعطيناها ليكتسب بها علم التفاصيل ، { لَيَطْغَىٰ } [ العلق : 6 ] ويعصي ربه بتلك الآلات والأدوات واستعمالها بغير حقها ؛ ليكتسب اللذائذ العاجلة الشهوانية ويتمتع بها ، ونسيانه بأن رجوعه إلى ربه كما يقول : { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } [ العلق : 8 ] ؛ يعني : مرجع كل اللطائف إلى رب الحق ، فكل لطيفة أثقلت بالباطل ظهرها فهي معذبة وقت الرجوع . { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } [ العلق : 1 ] لكي يخفف نور اسم ربك ظهرك على ظلمة الباطل ، كما أشرنا إليها من قبل . { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ * عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } [ العلق : 9 - 10 ] ؛ يعني : أرأيت القوى القالبية والنفسية إن تنهى لطيفتها التي توجهت إلى لطيفتها الخفية .