Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-4)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أيها التالي سطور كلام الكتاب العالي ، وظلمة الليالي لدرك المكارم والمعالي ، اعلم أن القوى الكافرة القالبية والمشركة النفسية غير منفكين عن كفرهم وشركهم ، حتى جاءتهم بينة الوارد الغيبي هو رسول من الله مالك الملك ، ليقول في كتابه الحميد وكلامه المجيد : { لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } [ البينة : 1 - 2 ] ؛ وهي صحف السر والقلب المطهر من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق . { فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } [ البينة : 3 ] ؛ يعني : في صحف السر والقلب كتب قيمة غير معوجة لاستقامة السلام عند إقامة المرآة محازاة الوجه ، ولو لم يكن السالك مستقيماً تكون الكتب معوجة على صحف قلبه ، والسرة وإن كانت مطهرة وهذه حالة شهودية لا يطلع على حقيقة هذا البيان إلا أهل المشاهدة . { وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } [ البينة : 4 ] ؛ لأنهم كانوا ثابتين على عاداتهم في عبادتهم بحيث صارت العبادة عادة لهم ، فإذا جاءتهم البينة الواردة وأمرتهم بترك العبادات العادية ، وبالإخلاص في التوجه ، وبالصلاة في العبادة وبالزكاة في الطهارة ، وتفرقت القوى الكافرة { وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ } [ البينة : 1 ] عن الحق مجتمعين في حظوظهم .