Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 5-6)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } [ البينة : 5 ] ؛ يعني : ما أمرهم الوارد إلا بأن يعبدوا الله مخلصين في مقام التوجه ، { حُنَفَآءَ } [ البينة : 5 ] عند إقامة المرآة في محازاة الوجه ، بأن يقيموا الصلاة في مقام العبادة ؛ لأن هذه الصلاة مجموعة العبادات فيها القيام والقعود ، والركوع والسجود ، والتسبيح والتهليل ، والتكبير والتحميد ، والقراءة والدعاء ، والخشوع والتذلل والافتقار ، وبأن يؤتوا الزكاة في مقام الطهارة ؛ وهي تزكية النفس عن أوساخ الأوصاف الذميمة ، وتصقيل القلب عن كدورات الأخلاق الرذيلة ، وتطهير السر عن غبار عالم الحدث ، وتلك الملة الخفية القيمة . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ } [ البينة : 6 ] ؛ يعني : القوى القالبية والنفسية ، والمؤمنة باللطيفة المستخلصة عن الكدورات المرسلة إليها من حيث التقليد عادة لا عبادة ، والكافرة اللطيفة الخفية { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } [ البينة : 6 ] ؛ لأنهم أشعلوا نيران الحقد والحسد والكبر في جهنم قالبهم بإنكار الوارد الذي يرد على اللطيفة الخفية ، وكفرهم بنعمة إرسال اللطيفة الخفية إليهم ، وشركهم في عبادة ربهم بأمر أهوائهم .