Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 101-103)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يدعو تعالى عباده إلى النظر لما في السماوات والأرض ، والمراد بذلك : نظر الفكر والاعتبار والتأمل ، لما فيها وما تحتوي عليه ، والاستبصار ، فإن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ، وعبراً لقوم يوقنون ، تدل على أن الله وحده ، المعبود المحمود ، ذو الجلال والإكرام ، والأسماء والصفات العظام . { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } فإنهم لا ينتفعون بالآيات لإعراضهم وعنادهم . { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } أي : فهل ينتظر هؤلاء الذين لا يؤمنون بآيات الله بعد وضوحها ، { إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } أي : من الهلاك والعقاب ، فإنهم صنعوا كصنيعهم ، وسنة الله جارية في الأولين والآخرين . { قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } فستعلمون من تكون له العاقبة الحسنة ، والنجاة في الدنيا والآخرة ، وليست إلا للرسل وأتباعهم . ولهذا قال : { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُوا } من مكاره الدنيا والآخرة وشدائدهما . { كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا } أوجبناه على أنفسنا { نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وهذا من دفعه عن المؤمنين فإن الله يدافع عن الذين آمنوا ، فإنه - بحسب ما مع العبد من الإيمان - تحصل له النجاة من المكاره .