Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 104-106)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ، وإمام المتقين وخير الموقنين : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي } أي : في ريب واشتباه ، فإني لست في شك منه ، بل لديَّ العلم اليقيني أنه الحق ، وأن ما تدعون من دون الله باطل ، ولي على ذلك الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة ، ولهذا قال : { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأنداد والأصنام وغيرها ، لأنها لا تخلق ولا ترزق ، ولا تدبر شيئاً من الأمور ، وإنما هي مخلوقة مسخرة ، ليس فيها ما يقتضي عبادتها . { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } أي : هو الله الذي خلقكم ، وهو الذي يميتكم ثم يبعثكم ليجازيكم بأعمالكم ، فهو الذي يستحق أن يعبد ويصلى له ويخضع ويسجد . { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً } أي : أخلص أعمالك الظاهرة والباطنة لله ، وأقم جميع شرائع الدين حنيفاً ، أي : مقبلاً على الله ، معرضاً عما سواه ، { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } لا في حالهم ، ولا تكن معهم . { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ } وهذا وصف لكل مخلوق ، أنه لا ينفع ولا يضر ، وإنما النافع الضار هو الله تعالى . { فَإِن فَعَلْتَ } بأن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك { فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ } أي : الضارين أنفسهم بإهلاكها ، وهذا الظلم هو الشرك كما قال تعالى : { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] فإذا كان خير الخلق ، لو دعا مع الله غيره ، لكان من الظالمين المشركين فكيف بغيره ؟ ! !