Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-2)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } وهو هذا القرآن ، المشتمل على الحكمة والأحكام ، الدالة آياته على الحقائق الإيمانية والأوامر والنواهي الشرعية ، الذي على جميع الأمة تلقيه بالرضا والقبول والانقياد . ومع هذا فأعرض أكثرهم فهم لا يعلمون ، فتعجبوا { أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } عذاب الله ، وخوفهم نقم الله ، وذكرهم بآيات الله . { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } إيماناً صادقاً { أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ } أي : لهم جزاء موفور ، وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة . فتعجب الكافرون من هذا الرجل العظيم تعجباً حملهم على الكفر به ، فـ { قَالَ ٱلْكَافِرُونَ } عنه : { إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } أي : بَيِّنُ السحر ، لا يخفى بزعمهم على أحد ، وهذا من سفههم وعنادهم ، فإنهم تعجبوا من أمر ليس مما يتعجب منه ويستغرب ، وإنما يتعجب من جهالتهم وعدم معرفتهم بمصالحهم . كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم ، الذي بعثه الله من أنفسهم ، يعرفونه حق المعرفة ، فردوا دعوته ، وحرصوا على إبطال دينه ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .