Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 53-56)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ } أي : يستخبرك المكذبون على وجه التعنت والعناد ، لا على وجه التبين والرشاد . { أَحَقٌّ هُوَ } أى : أصحيح حشر العباد ، وبعثهم بعد موتهم ليوم المعاد ، وجزاء العباد بأعمالهم ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ؟ { قُلْ } لهم مقسماً على صحته ، مستدلاً عليه بالدليل الواضح والبرهان : { إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ } لا مرية فيه ولا شبهة تعتريه . { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } لله أن يبعثكم ، فكما ابتدأ خلقكم ولم تكونوا شيئاً ، كذلك يعيدكم مرّة أخرى ليجازيكم بأعمالكم . { وَ } إذا كانت القيامة فـ { لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ } بالكفر والمعاصي جميع { مَا فِي ٱلأَرْضِ } من ذهب وفضة وغيرهما ، لتفتدي به من عذاب الله { لاَفْتَدَتْ بِهِ } ولما نفعها ذلك ، وإنما النفع والضر والثواب والعقاب ، على الأعمال الصالحة والسيئة . { وَأَسَرُّواْ } [ أي ] الذين ظلموا { ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } ندموا على ما قدموا ، ولات حين مناص ، { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } أي : العدل التام الذي لا ظلم ولا جور فيه بوجه من الوجوه . { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يحكم فيهم بحكمه الديني والقدري ، وسيحكم فيهم بحكمه الجزائي . ولهذا قال : { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } فلذلك لا يستعدون للقاء الله ، بل ربما لم يؤمنوا به ، وقد تواترت عليه الأدلة القطعية والبراهين النقلية والعقلية . { هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } أي : هو المتصرف بالإحياء والإماتة ، وسائر أنواع التدبير ، لا شريك له في ذلك . { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يوم القيامة ، فيجازيكم بأعمالكم خيرها وشرها .