Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-52)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً } وقت نومكم بالليل { أَوْ نَهَاراً } في وقت غفلتكم { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي : أي بشارة استعجلوا بها ؟ وأي عقاب ابتدروه ؟ . { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } فإنه لا ينفع الإيمان حين حلول عذاب الله ، ويقال لهم توبيخاً وعتاباً في تلك الحال التي زعموا أنهم يؤمنون ، { الآنَ } تؤمنون في حال الشدة والمشقة ؟ { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } فإن سنة الله في عباده أنه يعتبهم إذا استعتبوه قبل وقوع العذاب . فإذا وقع العذاب لا ينفع نفساً إيمانها ، كما قال تعالى عن فرعون ، لما أدركه الغرق { قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ يونس : 90 ] وأنه يقال له : { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ يونس : 91 ] . وقال تعالى : { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } [ غافر : 85 ] وقال هنا : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ } تدعون الإيمان ، { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } فهذا ما عملت أيديكم ، وهذا ما استعجلتم به . { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } حين يوفون أعمالهم يوم القيامة : { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } أي : العذاب الذي تخلدون فيه ، ولا يفتر عنكم ساعة . { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } من الكفر والتكذيب والمعاصي .