Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 66-67)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أن له ما في السماوات والأرض ، خلقاً وملكاً وعبيداً ، يتصرف فيهم بما شاء من أحكامه ، فالجميع مماليك لله ، مسخرون ، مدبرون ، لا يستحقون شيئاً من العبادة ، وليسوا شركاء لله بوجه من الوجوه ، ولهذا قال : { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } الذي لا يغني من الحق شيئاً { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } في ذلك خرص كذب وإفك وبهتان . فإن كانوا صادقين في أنها شركاء لله ، فليظهروا من أوصافها ما تستحق به مثقال ذرة من العبادة ، فلن يستطيعوا ، فهل منهم أحد يخلق شيئاً أو يرزق ، أو يملك شيئاً من المخلوقات ، أو يدبر الليل والنهار ، الذي جعله الله قياماً للناس ؟ و { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } في النوم والراحة بسبب الظلمة ، التي تغشى وجه الأرض ، فلو استمر الضياء لما قرُّوا ولما سكنوا . { وَ } جعل الله { ٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } أي : مضيئاً ، يبصر به الخلق ، فيتصرفون في معايشهم ، ومصالح دينهم ودنياهم . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } عن الله سمع فهم وقبول واسترشاد ، لا سمع تعنت وعناد ، فإن في ذلك لآيات ، لقوم يسمعون ، يستدلون بها على أنه وحده المعبود وأنه الإله الحق ، وأن إلهية ما سواه باطلة ، وأنه الرءوف الرحيم العليم الحكيم .