Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 79-81)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ } معارضاً للحق الذي جاء به موسى ومغالطاً لملئه وقومه : { ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } أي : ماهر بالسحر ، متقن له . فأرسل في مدائن مصر من أتاه بأنواع السحرة ، على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم . { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ } للمغالبة مع موسى { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } أي : أي شيء أردتم لا أعين لكم شيئاً ، وذلك لأنه جازم بغلبته ، غير مبال بهم وبما جاءوا به . { فَلَمَّآ أَلْقَواْ } حبالهم وعصيهم ، إذا هي كأنها حيات تسعى ، فـ { قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } أي : هذا السحر الحقيقي العظيم ، ولكن مع عظمته { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق ، وأي فساد أعظم من هذا ؟ ! ! وهكذا كل مفسد عمل عملاً ، واحتال كيداً ، أو أتى بمكر ، فإن عمله سيبطل ويضمحل ، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما ، فإن مآله الاضمحلال والمحق . وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى ، وهي أعمال ووسائل نافعة مأمور بها ، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها ، وينميها على الدوام ، فألقى موسى عصاه ، فتلقف جميع ما صنعوا ، فبطل سحرهم ، واضمحل باطلهم .