Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 82-83)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } فألقي السحرة سُجّداً حين تبين لهم الحق . فتوعدهم فرعون بالصلب ، وتقطيع الأيدي والأرجل ، فلم يبالوا بذلك وثبتوا على إيمانهم . وأما فرعون وملؤه ، وأتباعهم ، فلم يؤمن منهم أحد ، بل استمروا في طغيانهم يعمهون . ولهذا قال : { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } أي : شباب من بني إسرائيل صبروا على الخوف ، لما ثبت في قلوبهم الإيمان . { عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ } عن دينهم { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ } أي : له القهر والغلبة فيها ، فحقيق بهم أن يخافوا من بطشه . { وَ } خصوصاً { إِنَّهُ } كان { لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } أي : المتجاوزين للحد في البغي والعدوان . والحكمة - والله أعلم - بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه ، أن الذرية والشباب أقبل للحق ، وأسرع له انقياداً ، بخلاف الشيوخ ونحوهم ، ممن تربى على الكفر فإنهم - بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة - أبعد من الحق من غيرهم .