Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 18-18)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما بيَّن تعالى الحق من الباطل ، ذكر أن الناس على قسمين : مستجيب لربه ، فذكر ثوابه ، وغير مستجيب فذكر عقابه فقال : { لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ } أي : انقادت قلوبهم للعلم والإيمان ، وجوارحهم للأمر والنهي ، وصاروا موافقين لربهم فيما يريده منهم ، فلهم { ٱلْحُسْنَىٰ } أي : الحالة الحسنة ، والثواب الحسن . فلهم من الصفات أجلها ومن المناقب أفضلها ومن الثواب العاجل والآجل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ } بعد ما ضرب لهم الأمثال ، وبين لهم الحق ، لهم الحالة غير الحسنة ، فـ { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من ذهب وفضة وغيرها ، { وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ، وأنّى لهم ذلك ؟ ! ! { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ } وهو الحساب الذي يأتي على كل ما أسلفوه من عمل سيِّئ ، وما ضيعوه من حقوق الله وحقوق عباده قد كتب ذلك وسطر عليهم ، وقالوا : { يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } [ الكهف : 49 ] { وَ } بعد هذا الحساب السيئ { مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } الجامعة لكل عذاب ، من الجوع الشديد ، والعطش الوجيع ، والنار الحامية ، والزقوم ، والزمهرير ، والضريع ، وجميع ما ذكره الله من أصناف العذاب ، { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } أي : المقر والمسكن مسكنهم .