Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 40-41)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : لا تعجل عليهم بإصابة ما يوعدون به من العذاب ، فهم إن استمروا على طغيانهم وكفرهم ، فلا بد أن يصيبهم ما وعدوا به ، { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ } إياه في الدنيا ، فتقر بذلك عينك ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل إصابتهم ، فليس ذلك شغلاً لك { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } والتبيين للخلق . { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } فنحاسب الخلق على ما قاموا به ، مما عليهم ، وضيعوه ، ونثيبهم أو نعاقبهم . ثم قال متوعداً للمكذبين : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قيل بإهلاك المكذبين واستئصال الظالمين ، وقيل : بفتح بلدان المشركين ، ونقصهم في أموالهم وأبدانهم ، وقيل غير ذلك من الأقوال . والظاهر - والله أعلم - أن المراد بذلك ، أن أراضي هؤلاء المكذبين جعل الله يفتحها ويجتاحها ، ويحل القوارع بأطرافها ، تنبيهاً لهم قبل أن يجتاحهم النقص ، ويوقع الله بهم من القوارع ما لا يرده أحد ، ولهذا قال : { وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } ويدخل في هذا حكمه الشرعي والقدري والجزائي . فهذه الأحكام التي يحكم الله فيها ، توجد في غاية الحكمة والإتقان ، لا خلل فيها ولا نقص ، بل هي مبنية على القسط والعدل والحمد ، فلا يتعقبها أحد ولا سبيل إلى القدح فيها ، بخلاف حكم غيره فإنه قد يوافق الصواب ، وقد لا يوافقه ، { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } أي : فلا يستعجلوا بالعذاب ، فإن كل ما هو آت ، فهو قريب .