Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-5)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يحتمل أن معنى قوله { وَإِن تَعْجَبْ } من عظمة الله تعالى وكثرة أدلة توحيده ، فإن العجب - مع هذا - إنكار المكذبين ، وتكذيبهم بالبعث ، وقولهم { أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي : هذا بعيد في غاية الامتناع بزعمهم ، أنهم بعد ما كانوا تراباً ، أن الله يعيدهم ، فإنهم - من جهلهم - قاسوا قدرة الخالق بقدرة المخلوق . فلما رأوا هذا ممتنعاً في قدرة المخلوق ، ظنوا أنه ممتنع على قدرة الخالق ، ونسوا أن الله خلقهم أول مرة ولم يكونوا شيئاً . ويحتمل أن معناه : وإن تعجب من قولهم وتكذيبهم للبعث ، فإن ذلك من العجائب ، فإن الذي توضح له الآيات ، ويرى من الأدلة القاطعة على البعث ما لا يقبل الشك والريب ، ثم ينكر ذلك ، فإن قوله من العجائب . ولكن ذلك لا يستغرب على { الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } وجحدوا وحدانيته ، وهي أظهر الأشياء وأجلاها ، { وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ } المانعة لهم من الهدى { فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ } حيث دعوا إلى الإيمان فلم يؤمنوا ، وعرض عليهم الهدى فلم يهتدوا ، فقلبت قلوبهم وأفئدتهم عقوبة على أنهم لم يؤمنوا به أول مرة ، { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } لا يخرجون منها أبداً .