Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 19-21)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ينبه تعالى عباده بأنه { أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ } أي : ليعبده الخلق ويعرفوه ، ويأمرهم وينهاهم ، وليستدلوا بهما وما فيهما على ما له من صفات الكمال ، وليعلموا أن الذي خلق السماوات والأرض - على عظمهما وسعتهما - قادر على أن يعيدهم خلقاً جديداً ، ليجازيهم بإحسانهم وإساءتهم ، وأن قدرته ومشيئته لا تقصر عن ذلك ، ولهذا قال : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } . يحتمل أن المعنى : إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم ، يكونون أطوع لله منكم ، ويحتمل أن المراد أنه : إن يشأ يفنيكم ثم يعيدهم بالبعث خلقاً جديداً ، ويدل على هذا الاحتمال ما ذكره بعده من أحوال القيامة . { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } أي : بممتنع بل هو سهل عليه جداً ، { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } [ لقمان : 28 ] { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] . { وَبَرَزُواْ } أي : الخلائق { لِلَّهِ جَمِيعاً } حين ينفخ في الصور ، فيخرجون من الأجداث إلى ربهم ، فيقفون في أرض مستوية قاع صفصف ، لا ترى فيها عِوَجَاً ولا أمْتاً ، ويبرزون له لا يخفى [ عليه ] منهم خافية ، فإذا برزوا صاروا يتحاجون ، وكل يدفع عن نفسه ، ويدافع ما يقدر عليه ، ولكن أنى لهم ذلك ؟ فيقول { ٱلضُّعَفَاءُ } أي : التابعون والمقلدون { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ } وهم : المتبوعون الذين هم قادة في الضلال : { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } أي : في الدنيا ، أمرتمونا بالضلال ، وزينتموه لنا فأغويتمونا ، { فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } أي : ولو مثقال ذرة ، { قَالُواْ } أي : المتبوعون والرؤساء { أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } [ القصص : 63 ] و { لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ } فلا يغني أحد أحداً ، { سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ } من العذاب { أَمْ صَبَرْنَا } عليه ، { مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } أي : من ملجأ نلجأ إليه ، ولا مهرب لنا من عذاب الله .