Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-26)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } وهي شهادة أن لا إله إلا الله ، وفروعها ، { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } وهي النخلة { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } في الأرض { وَفَرْعُهَا } منتشر { فِي ٱلسَّمَآءِ } وهي كثيرة النفع دائماً ، { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا } أي : ثمرتها { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فكذلك شجرة الإيمان ، أصلها ثابت في قلب المؤمن ، علماً واعتقاداً . وفرعها من الكلم الطيب ، والعمل الصالح ، والأخلاق المرضية ، والآداب الحسنة ، في السماء دائماً ، يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ، ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره ، { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } ما أمرهم به ونهاهم عنه ، فإن في ضرب الأمثال تقريباً للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة ، ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان ، ويتضح غاية الوضوح ، وهذا من رحمته وحسن تعليمه . فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه ، فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها ، في قلب المؤمن . ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر وفروعها ، فقال : { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } المأكل والمطعم ، وهي : شجرة الحنظل ونحوها ، { ٱجْتُثَّتْ } هذه الشجرة { مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي : من ثبوت ، فلا عروق تمسكها ، ولا ثمرة صالحة ، تنتجها ، بل إن وجد فيها ثمرة ، فهي ثمرة خبيثة ، كذلك كلمة الكفر والمعاصي ، ليس لها ثبوت نافع في القلب ، ولا تثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث ، يستضر به صاحبه ولا ينتفع ، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ولا ينفع نفسه ولا ينتفع به غيره .