Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 1-5)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى معظماً لكتابه ، مادحاً له { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } أي : الآيات الدالة على أحسن المعاني ، وأفضل المطالب ، { وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } للحقائق بأحسن لفظ وأوضحه وأدله على المقصود ، وهذا مما يوجب على الخلق الانقياد إليه ، والتسليم لحكمه وتلقيه بالقبول والفرح والسرور . فأما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها والكفر بها ، فإنه من المكذبين الضالين ، الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون أنهم مسلمون ، أي : منقادون لأحكامه ، وذلك حين ينكشف الغطاء ، وتظهر أوائل الآخرة ، ومقدمات الموت ، فإنهم في أحوال الآخرة كلها يتمنون أنهم مسلمون ، وقد فات وقت الإمكان ، ولكنهم في هذه الدنيا مغترون . فـ { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ } بلذاتهم { وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ } أي : يؤملون البقاء في الدنيا ، فيلهيهم عن الآخرة ، { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } أن ما هم عليه باطل ، وأن أعمالهم ذهبت خسراناً عليهم ، ولا يغتروا بإمهال الله تعالى ، فإن هذه سنته في الأمم . { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } كانت مستحقة للعذاب { إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } مقدر لإهلاكها . { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } وإلا فالذنوب لا بد من وقوع أثرها ، وإن تأخر .