Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 51-56)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } أي : عن تلك القصة العجيبة ، فإن في قصك عليهم أنباء الرسل وما جرى لهم ، ما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم ، خصوصاً إبراهيم الخليل ، الذي أمرنا الله أن نتبع ملته ، وضيفه هم الملائكة الكرام ، أكرمه الله بأن جعلهم أضيافه . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً } أي : سلموا عليه ، فرد عليهم { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي : خائفون ، لأنه لما دخلوا عليه وحسبهم ضيوفاً ، ذهب مسرعاً إلى بيته فأحضر لهم ضيافتهم ، عجلاً حنيذاً فقدمه إليهم ، فلما رأى أيديهم لا تصل ، إليه خاف منهم أن يكونوا لصوصاً أو نحوهم . فـ { قَالُواْ } له : { لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } وهو : إسحاق عليه الصلاة والسلام ، تضمنت هذه البشارة بأنه ذكر لا أنثى ، عليم أي : كثير العلم ، وفي الآية الأخرى { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ الصافات : 112 ] . فقال لهم متعجباً من هذه البشارة : { أَبَشَّرْتُمُونِي } بالولد { عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ } وصار نوع إياس منه { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } أي : على أي وجه تبشرون وقد عدمت الأسباب ؟ { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } الذي لا شك فيه ، لأن الله على كل شيء قدير ، وأنتم بالخصوص - يا أهل هذا البيت - رحمة الله وبركاته عليكم ، فلا يستغرب فضل الله وإحسانه إليكم . { فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } الذين يستبعدون وجود الخير ، بل لا تزال راجياً لفضل الله وإحسانه ، وبره وامتنانه ، فأجابهم إبراهيم بقوله : { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } الذين لا علم لهم بربهم ، وكمال اقتداره وأما من أنعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم ، فلا سبيل إلى القنوط إليه ، لأنه يعرف من كثرة الأسباب والوسائل والطرق لرحمة الله شيئاً كثيراً ، ثم لما بشروه بهذه البشارة ، عرف أنهم مرسلون لأمر مُهم .