Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 110-111)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : ثم إن ربك الذي ربى عباده المخلصين بلطفه وإحسانه لغفور رحيم لمن هاجر في سبيله ، وخلى دياره وأمواله ، طلباً لمرضاة الله ، وفُتِنَ على دينه ليرجع إلى الكفر ، فثبت على الإيمان ، وتخلص ما معه من اليقين ، ثم جاهد أعداء الله ليدخلهم في دين الله ، بلسانه ويده ، وصبر على هذه العبادات الشاقة ، على أكثر الناس . فهذه أكبر الأسباب التي تنال بها أعظم العطايا ، وأفضل المواهب ، وهي مغفرة الله للذنوب صغارها وكبارها ، المتضمن ذلك زوال كل أمر مكروه ، ورحمته العظيمة التي بها صلحت أحوالهم واستقامت أمور دينهم ودنياهم ، فلهم الرحمة من الله في يوم القيامة حين { تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا } كلٌّ يقول نفسي نفسي لا يهمه سوى نفسه ، ففي ذلك اليوم يفتقر العبد إلى حصول مثقال ذرة من الخير . { وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } من خير وشر { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } فلا يزاد في سيئاتهم ، ولا ينقص من حسناتهم { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ يس : 54 ] .