Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-2)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى - مقرباً لما وعد به محققاً لوقوعه - : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فإنه آت ، وما هو آت فإنه قريب ، { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } من نسبة الشريك والولد والصاحبة ، والكفء ، وغير ذلك مما نسبه إليه المشركون ، مما لا يليق بجلاله ، أو ينافي كماله ، ولما نزه نفسه عما وصفه به أعداؤه ، ذكر الوحي الذي ينزله على أنبيائه ، مما يجب اتباعه في ذكر ما ينسب لله ، من صفات الكمال فقال : { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ } أي : بالوحي الذي به حياة الأرواح { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } ممن يعلمه صالحاً ، لتحمل رسالته . وزبدة دعوة الرسل كلهم ومدارها على قوله : { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } أي : على معرفة الله تعالى وتوحده في صفات العظمة ، التي هي صفات الألوهية ، وعبادته وحده لا شريك له ، فهي التي أنزل الله بها كتبه ، وأرسل رسله ، وجعل الشرائع كلها تدعو إليها ، وتحث وتجاهد من حاربها وقام بضدها ، ثم ذكر الأدلة والبراهين على ذلك . فقال : { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا … } .