Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 38-40)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن المشركين المكذبين لرسوله ، أنهم { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } أي : حلفوا أيماناً مؤكدة مغلظة على تكذيب الله ، وأن الله لا يبعث الأموات ، ولا يقدر على إحيائهم بعد أن كانوا تراباً ، قال تعالى مكذباً لهم : { بَلَىٰ } سيبعثهم ويجمعهم ، ليوم لا ريب فيه { وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً } لا يخلفه ولا يغيره { وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ومن جهلهم العظيم إنكارهم للبعث والجزاء ، ثم ذكر الحكمة في الجزاء والبعث ، فقال : { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } من المسائل الكبار والصغار ، فيبين حقائقها ويوضحها . { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } حين يرون أعمالهم حسرات عليهم ، وما نفعتهم آلهتهم التي يدعون مع الله من شيء لما جاء أمر ربك ، وحين يرون ما يعبدون حطباً لجهنم ، وتكور الشمس والقمر ، وتتناثر النجوم ، ويتضح لمن يعبدها أنها عبيد مسخرات ، وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات ، وليس ذلك على الله بصعب ولا شديد ، فإنه إذا أراد شيئاً قال له : كن فيكون ، من غير منازعة ولا امتناع ، بل يكون على طبق ما أراده وشاءه .