Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 41-42)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين { ٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ } أي : في سبيله وابتغاء مرضاته { مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } بالأذية والمحنة من قومهم ، الذين يفتنونهم ليردوهم إلى الكفر والشرك ، فتركوا الأوطان والخلان ، وانتقلوا عنها لأجل طاعة الرحمن ، فذكر لهم ثوابين ، ثواباً عاجلاً في الدنيا من الرزق الواسع والعيش الهنيء ، الذي رأوه عياناً ، بعد ما هاجروا ، وانتصروا على أعدائهم ، وافتتحوا البلدان ، وغنموا منها الغنائم العظيمة ، فتمولوا وآتاهم الله في الدنيا حسنة . { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ } الذي وعدهم الله على لسان رسوله { أَكْبَرُ } من أجر الدنيا ، كما قال تعالى : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [ التوبة : 20 - 22 ] وقوله : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي : لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله ، لم يتخلف عن ذلك أحد . ثم ذكر وصف أوليائه فقال : { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على أوامر الله وعن نواهيه ، وعلى أقدار الله المؤلمة ، وعلى الأذية فيه والمحن { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي : يعتمدون عليه في تنفيذ محابّه ، لا على أنفسهم . وبذلك تنجح أمورهم ، وتستقيم أحوالهم ، فإن الصبر والتوكل ملاك الأمور كلها ، فما فات أحداً شيء من الخير إلا لعدم صبره ، وبذل جهده فيما أريد منه ، أو لعدم توكله واعتماده على الله .