Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-47)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب وأنواع المعاصي ، من أن يأخذهم بالعذاب على غِرَّة وهم لا يشعرون ، إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم ، أو من أسفل منهم بالخسف وغيره ، وإما في حال تَقَلُّبِهم وشغلهم ، وعدم خطور العذاب ببالهم ، وإما في حال تَخُّوفهم من العذاب ، فليسوا بمعجزين لله ، في حالة من هذه الأحوال ، بل هم تحت قبضته ونواصيهم بيده . ولكنه رءوف رحيم ، لا يعاجل العاصين بالعقوبة ، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه ويؤذون أولياءه ، ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة ، ويدعوهم إلى الإقلاع من السيئات التي تضرهم ، ويعدهم بذلك أفضل الكرامات ، ومغفرة ما صدر منهم من الذنوب ، فَلْيَسْتَحِ المجرم من ربه أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع اللحظات ، ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات ، وَلْيَعْلَمْ أن الله يمهل ولا يهمل ، وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر ، فَلْيَتُبْ إليه ، وَلْيَرْجِعْ في جميع أموره إليه ، فإنه رؤوف رحيم . فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة وبره العميم ، وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم ، ألا وهي تقواه والعمل بما يحبه ويرضاه .