Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 48-50)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي : الشاكون في توحيد ربهم وعظمته وكماله ، { إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } أي : إلى جميع مخلوقاته ، وكيف تتفيأ أظلتها ، { عَنِ ٱلْيَمِينِ } وعن { ٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ } أي : كلها ساجدة لربها ، خاضعة لعظمته وجلاله ، { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي : ذليلون تحت التسخير والتدبير والقهر ، ما منهم أحد إلا وناصيته بيد الله ، وتدبيره عنده . { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ } من الحيوانات الناطقة والصامتة ، { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } الكرام ، خصهم بعد العموم لفضلهم وشرفهم وكثرة عبادتهم ، ولهذا قال : { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي : عن عبادته ، على كثرتهم ، وعظمة أخلاقهم وقوتهم ، كما قال تعالى : { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } [ النساء : 172 ] . { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } لما مدحهم بكثرة الطاعة والخضوع لله ، مدحهم بالخوف من الله الذي هو فوقهم بالذات والقهر ، وكمال الأوصاف ، فهم أذلاء تحت قهره . { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } أي : مهما أمرهم الله تعالى امتثلوا لأمره ، طوعاً واختياراً ، وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان : سجود اضطرار ، ودلالة على ما له من صفات الكمال ، وهذا عام لكل مخلوق ، من مؤمن وكافر ، وبر وفاجر ، وحيوان ناطق وغيره ، وسجود اختيار يختص بأوليائه وعباده المؤمنين ، من الملائكة وغيرهم [ من المخلوقات ] .