Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 84-87)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حال الذين كفروا في يوم القيامة ، وأنه لا يقبل لهم عذر ، ولا يرفع عنهم العقاب ، وأن شركاءهم تتبرأ منهم ، ويقرون على أنفسهم بالكفر والافتراء على الله ، فقال : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } يشهد عليهم بأعمالهم ، وماذا أجابوا به الداعي إلى الهدى ، وذلك الشهيد الذي يبعثه الله أزكى الشهداء وأعدلهم ، وهم الرسل الذين إذا شهدوا تم عليهم الحكم . فـ { لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا } في الاعتذار ، لأن اعتذارهم بعد ما علم يقيناً بطلان ما هم عليه ، اعتذار كاذب لا يفيدهم شيئاً ، وإن طلبوا أيضاً الرجوع إلى الدنيا ، ليستدركوا لم يجابوا ولم يعتبوا ، بل يبادرهم العذاب الشديد الذي لا يخفف عنهم من غير إنظار ، ولا إمهال من حين يرونه ، لأنهم لا حساب عليهم لأنهم لا حسنات لهم ، وإنما تعد أعمالهم وتحصى ، ويوقفون عليها ويقرون بها ويفتضحون . { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } يوم القيامة وعلموا بطلانها ، ولم يمكنهم الإنكار . { قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ } ليس عندها نفع ولا شفع ، فنوَّهوا بأنفسهم ببطلانها ، وكفروا بها ، وبدت البغضاء والعداوة بينهم وبينها ، { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ } أي : ردت عليهم شركاؤهم قولهم ، فقالت لهم : { إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } حيث جعلتمونا شركاء لله ، وعبدتمونا معه ، فلم نأمركم بذلك ، ولا زعمنا أن فينا استحقاقاً للألوهية ، فاللوم عليكم . فحينئذ استسلموا لله ، وخضعوا لحكمه ، وعلموا إنهم مستحقون للعذاب . { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } فدخلوا النار ، وقد امتلأت قلوبهم من مقت أنفسهم ، ومن حمد ربهم ، وأنه لم يعاقبهم إلا بما كسبوا .