Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 106-109)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : وأنزلنا هذا القرآن مفرقاً ، فارقاً بين الهدى والضلال ، والحق والباطل . { لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } أي : على مهل ، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ، ويستخرجوا علومه . { وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } أي : شيئاً فشيئاً ، مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة . { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [ الفرقان : 33 ] فإذا تبين أنه الحق ، الذي لا شك فيه ولا ريب ، بوجه من الوجوه فـ : { قُلْ } لمن كذب به وأعرض عنه : { آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ } فليس لله حاجة فيكم ، ولستم بضاريه شيئاً ، وإنما ضرر ذلك عليكم ، فإن لله عباداً غيركم ، وهم الذين آتاهم الله العلم النافع : { إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } أي : يتأثرون به غاية التأثر ، ويخضعون له . { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ } عما لا يليق بجلاله ، مما نسبه إليه المشركون . { إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا } بالبعث والجزاء بالأعمال { لَمَفْعُولاً } لا خلف فيه ولا شك . { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } أي : على وجوههم { يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ } القرآن { خُشُوعاً } . وهؤلاء كالذين مَنَّ الله عليهم من مؤمني أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وغيره ، ممن آمن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد ذلك .