Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 110-111)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بقول تعالى لعباده : { ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ } أي : أيهما شئتم . { أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } أي : ليس له اسم غير حسن ، حتى ينهى عن دعائه به ، أي : اسم دعوتموه به ، حصل به المقصود ، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب ، مما يناسب ذلك الاسم . { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } أي : قراءتك { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } فإن في كل من الأمرين محذوراً . أما الجهر ، فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه سبُّوه ، وسبُّوا من جاء به . وأما المخافتة ، فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد استماعه مع الإخفاء . { وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ } أي : بين الجهر والإخفات { سَبِيلاً } أي : تتوسط فيما بينهما . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه ، المنزه عن كل آفة ونقص . { ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ } بل الملك كلّه لله الواحد القهار ، فالعالم العلوي والسفلي ، كلهم مملوكون لله ، ليس لأحد من الملك شيء . { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ } أي : لا يتولى أحداً من خلقه ليتعزز به ويعاونه ، فإنه الغني الحميد ، الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات ، في الأرض ولا في السماوات ، ولكنه يتخذ أولياء إحساناً منه إليهم ورحمة بهم { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } [ البقرة : 257 ] . { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } أي : عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة ، وبالثناء عليه ، بأسمائه الحسنى ، وبتمجيده بأفعاله المقدسة ، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له ، وإخلاص الدين كله له .