Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 85-87)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن تفاوت الفريقين المتقين ، والمجرمين ، وأن المتقين له - باتقاء الشرك والبدع والمعاصي - يحشرهم إلى موقف القيامة مكرمين ، مبجلين معظمين ، وأن مآلهم الرحمن ، وقصدهم المنان ، وفوداً إليه ، والوافد لا بد أن يكون في قلبه من الرجاء ، وحسن الظن بالوافد [ إليه ] ، ما هو معلوم ، فالمتقون يفدون إلى الرحمن ، راجين منه رحمته وعميم إحسانه ، والفوز بعطاياه في دار رضوانه ، وذلك بسبب ما قدموه من العمل بتقواه ، واتباع مراضيه ، وأن الله عهد إليهم بذلك الثواب على ألسنة رسله ، فتوجهوا إلى ربهم مطمئنين به ، واثقين بفضله . وأما المجرمون ، فإنهم يساقون إلى جهنم ورداً ، أي : عِطاشاً ، وهذا أبشع ما يكون من الحالات ، سوقهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة ، وهو جهنم ، في حال ظمأهم ونصبهم يستغيثون فلا يغاثون ، ويدعون فلا يستجاب لهم ، ويستشفعون فلا يشفع لهم ، ولهذا قال : { لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ } أي : ليست الشفاعة ملكهم ، ولا لهم منها شيء ، وإنما هي لله تعالى { قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً } [ الزمر : 44 ] وقد أخبر أنه لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، لأنهم لم يتخذوا عنده عهداً بالإيمان به وبرسله ، وإلا فمن اتخذ عنده عهداً فآمن به وبرسله واتبعهم ، فإنه ممن ارتضاه الله ، وتحصل له الشفاعة كما قال تعالى : { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } [ الأنبياء : 28 ] وسمى الله الإيمان به واتباع رسله عهداً ، لأنه عهد في كتبه وعلى ألسنة رسله ، بالجزاء الجميل لمن اتبعهم .