Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 16-16)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أولئك ، أي : المنافقون الموصوفون بتلك الصفات { ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَـٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } أي : رغبوا في الضَّلالة رغبة المشتري بالسلعة ، التي من رغبته فيها يبذل فيها الأثمان النفيسة ، وهذا من أحسن الأمثلة ، فإنه جعل الضلالة التي هي غاية الشر كالسلعة ، وجعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن ، فبذلوا الهدى رغبةً عنه بالضلالة ، رغبة فيها ، فهذه تجارتهم ، فبئس التجارة ، وبئس الصفقة صفقتهم . وإذا كان من بذل ديناراً في مقابلة درهم خاسراً ، فكيف من بذل جوهرة وأخذ عنها درهماً ؟ ! فكيف من بذل الهدى في مقابلة الضلالة ، واختار الشقاء على السعادة ، ورغب في سافل الأمور عن أعاليها ؟ ! فما ربحت تجارته ، بل خسر فيها أعظم خسارة . { قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } [ الزمر : 15 ] . وقوله : { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } تحقيق لضلالهم ، وأنهم لم يحصل لهم من الهداية شيء ، فهذه أوصافهم القبيحة . ثم ذكر مثلهم الكاشف لها غاية الكشف ، فقال : { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ … } .