Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 58-59)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا أيضا من نعمته عليهم بعد معصيتهم إياه ، فأمرهم بدخول قرية تكون لهم عزاً ووطناً ومسكناً ، ويحصل لهم فيها الرزق الرغد ، وأن يكون دخولهم على وجه خاضعين لله فيه بالفعل ، وهو دخول الباب { سُجَّداً } أي : خاضعين ذليلين ، وبالقول وهو أن يقولوا : { حِطَّةٌ } أي : أن يحط عنهم خطاياهم بسؤالهم إياه مغفرته . { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ } بسؤالكم المغفرة ، { وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } بأعمالهم ، أي : جزاء عاجلاً وآجلاً ، { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } منهم ، ولم يقل فبدلوا لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا { قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } فقالوا بدل حطة : حبة في حنطة ، استهانة بأمر الله واستهزاء ، وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى ، ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم ، ولما كان هذا الطغيان أكبر سبب لوقوع عقوبة الله بهم ، قال : { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } منهم { رِجْزاً } أي : عذاباً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بسبب فسقهم وبغيهم .