Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 74-76)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أن من أتاه ، وقدم عليه مجرماً - أي : وصفه الجرم من كل وجه ، وذلك يستلزم الكفر - واستمر على ذلك حتى مات ، فإن له نار جهنم ، الشديد نكالها ، العظيمة أغلالها ، البعيد قعرها ، الأليم حرها وقرها ، التي فيها من العقاب ما يذيب الأكباد والقلوب ، ومن شدة ذلك أن المعذب فيها لا يموت ولا يحيا ، لا يموت فيستريح ، ولا يحيا حياة يتلذذ بها ، وإنما حياته محشوة بعذاب القلب والروح والبدن ، الذي لا يقدر قدره ، ولا يفتر عنه ساعة ، يستغيث فلا يغاث ، ويدعو فلا يستجاب له . نعم ، إذا استغاث ، أغيث بماء كالمهل يشوي الوجوه ، وإذا دعا ، أجيب بـ { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] . ومن يأت ربه مؤمناً به مصدقاً لرسله ، متبعاً لكتبه { قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ } الواجبة والمستحبة ، { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } أي : المنازل العاليات ، وفي الغرف المزخرفات ، واللذات المتواصلات ، والأنهار السارحات ، والخلود الدائم ، والسرور العظيم ، فيما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . { وَذٰلِكَ } الثواب ، { وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ } أي : تطهر من الشرك والكفر والفسوق والعصيان ، إما أن لا يفعلها بالكلية ، أو يتوب مما فعله منها ، وزكى أيضاً نفسه ، ونماها بالإيمان والعمل الصالح ، فإن للتزكية معنيين ، التنقية ، وإزالة الخبث ، والزيادة بحصول الخير ، وسميت الزكاة زكاة ، لهذين الأمرين .