Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 9-12)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الاستفهام التقريري والتعظيم لهذه القصة والتفخيم لها : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } في حاله التي هي مبدأ سعادته ، ومنشأ نبوته ، أنه رأى ناراً من بعيد ، وكان قد ضل الطريق ، وأصابه البرد ، ولم يكن عنده ما يتدفأ به في سفره . { فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ } أي : أبصرت { نَاراً } وكان ذلك في جانب الطور الأيمن ، { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ } تصطلون به { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } أي : من يهديني الطريق . وكان مطلبه ، النور الحسي والهداية الحسية ، فوجد ثمَّ النور المعنوي ، نور الوحي ، الذي تستنير به الأرواح والقلوب ، والهداية الحقيقية ، هداية الصراط المستقيم ، الموصلة إلى جنات النعيم ، فحصل له أمر لم يكن في حسابه ، ولا خطر بباله . { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أي : النار التي آنسها من بعيد ، وكانت - في الحقيقة - نوراً ، وهي نار تحرق وتشرق ، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " حجابه النور أو النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره " فلما وصل إليها نودي منها ، أي : ناداه الله ، كما قال : { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } [ مريم : 52 ] { إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } أخبره أنه ربه ، وأمره أن يستعد ويتهيأ لمناجاته ، ويهتم لذلك ، ويلقي نعليه ، لأنه بالوادي المقدس المطهر المعظم ، ولو لم يكن من تقديسه ، إلا أنّ الله اختاره لمناجاته كليمه موسى لكفى ، وقد قال كثير من المفسرين : " إن الله أمره أن يلقي نعليه ، لأنهما من جلد حمار " فالله أعلم بذلك .