Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 34-35)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما كان أعداء الرسول يقولون تربصوا به ريب المنون . قال الله تعالى : هذا طريق مسلوك ، ومعبد منهوك ، فلم نجعل لبشر { مِّن قَبْلِكَ } يا محمد { ٱلْخُلْدَ } في الدنيا ، فإذا مت ، فسبيل أمثالك ، من الرسل والأنبياء ، والأولياء ، وغيرهم . { أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } أي : فهل إذا مت خُلِّدُوا بعدك ، فلْيَهْنهِمْ الخلود إذاً إن كان ، وليس الأمر كذلك ، بل كل من عليها فانٍ ، ولهذا قال : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } وهذا يشمل سائر نفوس الخلائق ، وإن هذا كأس لا بد من شربه وإن طال بالعبد المدى ، وعمّر سنين ، ولكن الله تعالى أوجد عباده في الدنيا ، وأمرهم ونهاهم ، وابتلاهم بالخير والشر ، بالغنى والفقر ، والعز والذل والحياة والموت ، فتنة منه تعالى ليبلوهم أيهم أحسن عملاً ، ومن يفتتن عند مواقع الفتن ومن ينجو ، { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } فنجازيكم بأعمالكم ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } [ فصلت : 46 ] وهذه الآية ، تدل على بطلان قول من يقول ببقاء الخضر ، وأنه مخلد في الدنيا ، فهو قول لا دليل عليه ، ومناقض للأدلة الشرعية .