Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 74-75)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا ثناء من الله على رسوله لوط عليه السلام بالعلم الشرعي ، والحكم بين الناس ، بالصواب والسداد ، وأن الله أرسله إلى قومه ، يدعوهم إلى عبادة الله وينهاهم عما هم عليه من الفواحش ، فلبث يدعوهم ، فلم يستجيبوا له ، فقلب الله عليهم ديارهم وعذبهم عن آخرهم ، لأنهم { قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } كذبوا الداعي ، وتوعدوه بالإخراج ، ونجى الله لوطاً وأهله ، فأمره أن يسري بهم ليلاً ، ليبعدوا عن القرية ، فسروا ونجوا ، من فضل الله عليهم ومنَّته . { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ } التي من دخلها ، كان من الآمنين ، من جميع المخاوف ، النائلين كل خير وسعادة وبر وسرور وثناء ، وذلك لأنه من الصالحين ، الذين صلحت أعمالهم ، وزكت أحوالهم ، وأصلح الله فاسدهم والصلاح هو السبب لدخول العبد برحمة الله ، كما أن الفساد سبب لحرمانه الرحمة والخير ، وأعظم الناس صلاحاً الأنبياء عليهم السلام ، ولهذا يصفهم بالصلاح ، وقال سليمان عليه السلام : { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ } [ النمل : 19 ] .