Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-84)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : واذكر عبدنا ورسولنا أيوب - مثنياً معظماً له ، رافعاً لقدره - حين ابتلاه ، ببلاء شديد ، فوجده صابراً راضياً عنه ، وذلك أن الشيطان سلط على جسده ابتلاءً من الله ، وامتحاناً ، فنفخ في جسده ، فتقرح قروحاً عظيمة ، ومكث مدة طويلة ، واشتد به البلاء ، ومات أهله ، وذهب ماله ، فنادى ربه : رب { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } فتوسل إلى الله بالإخبار عن حال نفسه ، وأنه بلغ الضر منه كل مبلغ ، وبرحمة ربه الواسعة العامة فاستجاب الله له ، وقال له : { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } [ ص : 42 ] فركض برجله ، فخرجت من ركضته عين ماء باردة ، فاغتسل منها وشرب ، فأذهب الله ما به من الأذى ، { وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ } أي : رددنا عليه أهله وماله . { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } بأن منحه الله مع العافية من الأهل والمال شيئاً كثيراً ، { رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا } به ، حيث صبر ورضي ، فأثابه الله ثواباً عاجلاً قبل ثواب الآخرة . { وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } أي : جعلناه عبرة للعابدين ، الذين ينتفعون بالعبر ، فإذا رأوا ما أصابه من البلاء ، ثم ما أثابه الله بعد زواله ، ونظروا السبب ، وجدوه الصبر ، ولهذا أثنى الله عليه به في قوله : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ ص : 44 ] فجعلوه أسوة وقدوة عندما يصيبهم الضر .