Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-16)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل لهم - مبيناً لسفاهة رأيهم ، واختيارهم الضار على النافع - : { أَذٰلِكَ } الذي وصفت لكم من العذاب { خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } التي زادها تقوى الله ، فمن قام بالتقوى ، فالله قد وعده إياها ، { كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } على تقواهم { وَمَصِيراً } موئلاً يرجعون إليها ، ويستقرون فيها ، ويخلدون دائماً أبداً . { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ } أي : يطلبون ، وتتعلق بهم أمانيهم ومشيئتهم ، من المطاعم ، والمشارب اللذيذة ، والملابس الفاخرة ، والنساء الجميلات ، والقصور العاليات ، والجنات ، والحدائق المرجحنة ، والفواكه التي تسر ناظريها وآكليها ، من حسنها وتنوعها ، وكثرة أصنافها ، والأنهار التي تجري في رياض الجنة وبساتينها ، حيث شاؤوا يصرفونها ، ويفجرونها أنهاراً من ماء غير آسن ، وأنهاراً من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهاراً من خمر لذة للشاربين ، وأنهاراً من عسل مصفى ، وروائح طيبة ، ومساكن مزخرفة ، وأصوات شجية ، تأخذ من حسنها بالقلوب ومزاورة الإخوان ، والتمتع بلقاء الأحباب ، وأعلى من ذلك كله ، التمتع بالنظر إلى وجه الرب الرحيم ، وسماع كلامه ، والحظوة بقربه ، والسعادة برضاه ، والأمن من سخطه ، واستمرار هذا النعيم ودوامه ، وزيادته على ممر الأوقات ، وتعاقب الآنات { كَانَ } دخولها والوصول إليها { عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } يسأله إياها ، عباده المتقون بلسان حالهم ، ولسان مقالهم ، فأي الدارين المذكورتين خير وأولى بالإيثار ؟ وأي : العاملين ، عمال دار الشقاء ، أو عمال دار السعادة ، أولى بالفضل والعقل والفخر ، يا أولي الألباب ؟ لقد وضح الحق ، واستنار السبيل ، فلم يبق للمفرط عذر في تركه الدليل ، فنرجوك يا من قضيت على أقوام بالشقاء ، وأقوام بالسعادة ، أن تجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة ، ونستغيث بك اللهم من حالة الأشقياء ، ونسألك المعافاة منها .