Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 56-56)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أنك يا محمد - وغيرك من باب أولى - لا تقدر على هداية أحد ، ولو كان من أحب الناس إليك ، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية التوفيق ، وخلق الإيمان في القلب ، وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى ، يهدي من يشاء ، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه ، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله . وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ] فتلك هداية البيان والإرشاد ، فالرسول يبيِّن الصراط المستقيم ، ويرَّغب فيه ، ويبذل جهده في سلوك الخلق له ، وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان ، ويوفقهم بالفعل ، فحاشا وكلا . ولهذا ، لو كان قادراً عليها ، لهدى من وصل إليه إحسانه ، ونصره ومنعه من قومه ، عمه أبا طالب ، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة للدين والنصح التام ، ما هو أعظم مما فعله معه عمه ، ولكن الهداية بيد اللّه تعالى .