Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 12-13)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم ، وفي ضمن ذلك ، تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم ، فقال : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا } فاتركوا دينكم أو بعضه واتبعونا في ديننا ، فإننا نضمن لكم الأمر { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } وهذا الأمر ليس بأيديهم ، فلهذا قال : { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ } لا قليل ولا كثير . فهذا التحمل ، ولو رضي به صاحبه ، فإنه لا يفيد شيئاً ، فإن الحق للّه ، واللّه تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه إلا بأمره وحكمه ، وحكمه " أن لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " . ولما كان قوله : { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ } قد يتوهم منه أيضاً ، أن الكفار الداعين إلى كفرهم - ونحوهم ممن دعا إلى باطله - ليس عليهم إلا ذنبهم الذي ارتكبوه ، دون الذنب الذي فعله غيرهم ، ولو كانوا متسببين فيه ، قال : [ مخبراً عن هذا الوهم ] { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } أي : أثقال ذنوبهم التي عملوها { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } وهي الذنوب التي بسببهم ومن جرائهم ، فالذنب الذي فعله التابع [ لكل من التابع ] ، والمتبوع حصته منه ، هذا لأنه فعله وباشره ، والمتبوع [ لأنه ] تسبب في فعله ودعا إليه ، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع له أجرها بالمباشرة ، وللداعي أجره بالتسبب . { وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } من الشر وتزيينه ، [ وقولهم ] { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } .