Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 14-15)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبة الأمم المكذبة ، وأن اللّه أرسل عبده ورسوله نوحاً عليه الصلاة السلام إلى قومه ، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد اللّه بالعبادة ، والنهي عن الأنداد والأصنام ، { فَلَبِثَ فِيهِمْ } نبياً داعياً { أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } وهو لا يَنِي بدعوتهم ، ولا يفتر في نصحهم ، يدعوهم ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً ، فلم يرشدوا ولم يهتدوا ، بل استمروا على كفرهم وطغيانهم ، حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام ، مع شدة صبره وحلمه واحتماله ، فقال : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] { فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ } أي : الماء الذي نزل من السماء بكثرة ، ونبع من الأرض بشدة { وَهُمْ ظَالِمُونَ } مستحقون للعذاب . { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ } الذين ركبوا معه ، أهله ومَن آمن به . { وَجَعَلْنَاهَآ } أي : السفينة ، أو قصة نوح { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } يعتبرون بها ، على أن مَنْ كذب الرسل ، آخر أمره الهلاك ، وأن المؤمنين سيجعل اللّه لهم من كل هَمْ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً . وجعل اللّه أيضاً السفينة ، أي : جنسها آية للعالمين ، يعتبرون بها رحمة ربهم ، الذي قيض لهم أسبابها ، ويسّر لهم أمرها ، وجعلها تحملهم وتحمل متاعهم من محل إلى محل ومن قُطرٍ إلى قُطرٍ .