Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 38-40)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : وكذلك ما فعلنا بعاد وثمود ، وقد علمتم قصصهم ، وتبين لكم بشيء تشاهدونه بأبصاركم من مساكنهم وآثارهم التي بانوا عنها ، وقد جاءتهم رسلهم بالآيات البينات ، المفيدة للبصيرة ، فكذبوهم وجادلوهم . { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } حتى ظنوا أنها أفضل مما جاءتهم به الرسل ، وكذلك قارون ، وفرعون ، وهامان ، حين بعث اللّه إليهم موسى بن عمران ، بالآيات البينات ، والبراهين الساطعات ، فلم ينقادوا ، واستكبروا في الأرض ، [ على عباد اللّه فأذلوهم ، وعلى الحق فردوه فلم يقدروا على النجاء حين نزلت بهم العقوبة ] { وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } اللّه ، ولا فائتين ، بل سلَّموا واستسلموا . { فَكُلاًّ } من هؤلاء الأمم المكذبة { أَخَذْنَا بِذَنبِهِ } على قدره ، وبعقوبة مناسبة له ، { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } أي : عذاباً يحصبهم ، كقوم عاد ، حين أرسل اللّه عليهم الريح العقيم ، و { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } [ الحاقة : 7 ] . { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } كقوم صالح ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } كقارون ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } كفرعون وهامان وجنودهما . { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ } أي : ما ينبغي ولا يليق به تعالى أن يظلمهم لكمال عدله ، وغناه التام عن جميع الخلق . { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } منعوها حقها التي هي بصدده ، فإنها مخلوقة لعبادة اللّه وحده ، فهؤلاء وضعوها في غير موضعها ، وأشغلوها بالشهوات والمعاصي ، فضروها غاية الضرر ، من حيث ظنوا أنهم ينفعونها .