Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 61-63)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا استدلال على المشركين المكذبين بتوحيد الإلهية والعبادة ، وإلزام لهم بما أثبتوه من توحيد الربوبية ، فأنت لو سألتهم من خلق السماوات والأرض ، ومن نزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها ، ومَنْ بيده تدبير جميع الأشياء ؟ { لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } وحده ، ولاعْتَرَفُوا بعجز الأوثان ومن عبدوه مع اللّه على شيء من ذلك . فاعجب لإفكهم وكذبهم ، وعدولهم إلى مَنْ أقروا بعجزه ، وأنه لا يستحق أن يدبر شيئاً ، وسَجِّلْ عليهم بعدم العقل ، وأنهم السفهاء ، ضعفاء الأحلام ، فهل تجد أضعف عقلاً ، وأقل بصيرة ، ممن أتى إلى حجر ، أو قبر ونحوه ، وهو يدري أنه لا ينفع ولا يضر ، ولا يخلق ولا يرزق ، ثم صرف له خالص الإخلاص ، وصافي العبودية ، وأشركه مع الرب ، الخالق الرازق ، النافع الضار . وقل : الحمد لله الذي بيَّن الهدى من الضلال ، وأوضح بطلان ما عليه المشركون ، ليحذره الموفقون . وقل : الحمد لله ، الذي خلق العالم العلوي والسفلي ، وقام بتدبيرهم ورزقهم ، وبسط الرزق على مَنْ يشاء ، وضيقه على من يشاء ، حكمة منه ، ولعلمه بما يصلح عباده وما ينبغي لهم .