Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 22-22)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والعَالِمُون : هم أهل العلم ، الذين يفهمون العبر ، ويتدبرون الآيات . والآيات في ذلك كثيرة : فمن آيات خلق السماوات والأرض وما فيهما ، أنَّ ذلك دال على عظمة سلطان اللّه وكمال اقتداره ، الذي أوجد هذه المخلوقات العظيمة ، وكمال حكمته ، لما فيها من الإتقان ، وسعة علمه ، لأن الخالق لا بد أن يعلم ما خلقه { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } [ الملك : 14 ] وعموم رحمته وفضله ، لما في ذلك من المنافع الجليلة ، وأنه المريد ، الذي يختار ما يشاء ، لما فيها من التخصيصات والمزايا ، وأنه وحده ، الذي يستحق أن يعبد ويوحد ، لأنه المنفرد بالخلق ، فيجب أن يفرد بالعبادة ، فكل هذه أدلة عقلية ، نبه اللّه العقول إليها ، وأمرها بالتفكر واستخراج العبرة منها . { وَ } كذلك في { ٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } على كثرتكم وتباينكم مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة ، ومع ذلك لا تجد صوتين متفقين من كل وجه ، ولا لونين متشابهين من كل وجه ، إلا وتجد من الفرق بين ذلك ما به يحصل التمييز . وهذا دال على كمال قدرته ، ونفوذ مشيئته . و [ من ] عنايته بعباده ورحمته بهم ، أن قدّر ذلك الاختلاف ، لئلا يقع التشابه فيحصل الاضطراب ، ويفوت كثير من المقاصد والمطالب .