Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 20-21)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا شروع في تعداد آياته الدالة على انفراده بالإلهية ، وكمال عظمته ، ونفوذ مشيئته ، وقوة اقتداره ، وجميل صنعه ، وسعة رحمته وإحسانه ، فقال : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } وذلك بخلق أصل النسل ، آدم عليه السلام ، { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } [ أي : الذي خلقكم من أصل واحد ومادة واحدة ] وبثكم في أقطار الأرض [ وأرجائها ففي ذلك آيات على أن الذي أنشأكم من هذا الأصل وبثكم في أقطار الأرض ] هو الرب المعبود ، الملك المحمود ، والرحيم الودود ، الذي سيعيدكم بالبعث بعد الموت . { وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على رحمته وعنايته بعباده ، وحكمته العظيمة ، وعلمه المحيط ، { أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } تناسبكم وتناسبونهن ، وتشاكلكم وتشاكلونهن ، { لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة . فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة ، والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم ، والسكون إليها ، فلا تجد بين أحد في الغالب ، مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يُعملون أفكارهم ، ويتدبرون آيات اللّه ، وينتقلون من شيء إلى شيء .