Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 25-27)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : ومن آياته العظيمة ، أن قامت السماوات والأرض واستقرتا ، وثبتتا بأمره ، فلم تتزلزلا ، ولم تسقط السماء على الأرض ، فقدرته العظيمة ، التي بها أمسك السماوات والأرض أن تزولا ، يقدر بها أنه إذا دعا الخلق دعوة من الأرض ، إذا هم يخرجون { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } [ غافر : 57 ] . { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الكل خلقه ومماليكه ، المتصرف فيهم من غير منازع ولا معاون ولا معارض ، وكلهم قانتون لجلاله ، خاضعون لكماله . { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ } أي : الإعادة للخلق بعد موتهم { أَهْوَنُ عَلَيْهِ } من ابتداء خلقهم ، وهذا بالنسبة إلى الأذهان والعقول ، فإذا كان قادراً على الابتداء الذي تقرون به ، كانت قدرته على الإعادة التي أهون أولى وأولى . ولما ذكر من الآيات العظيمة ما به يعتبر المعتبرون ، ويتذكر المؤمنون ويتبصر المهتدون ، ذكر الأمر العظيم والمطلب الكبير ، فقال : { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } وهو كل صفة كمال ، والكمال من تلك الصفة ، والمحبة ، والإنابة التامة الكاملة في قلوب عباده المخلصين ، والذكر الجليل ، والعبادة منهم . فالمثل الأعلى ، هو وصفه الأعلى ، وما ترتب عليه . ولهذا كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى ، فيقولون : كل صفة كمال في المخلوقات ، فخالقها أحق بالاتصاف بها ، على وجه لا يشاركه فيها أحد ، وكل نقص في المخلوق ينزه عنه ، فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي : له العزة الكاملة ، والحكمة الواسعة ، فعزته ، أوجد بها المخلوقات وأظهر المأمورات ، وحكمته ، أتقن بها ما صنعه وأحسن فيها ما شرعه .