Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 43-45)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : أقبل بقلبك ، وتوجه بوجهك ، واسع ببدنك ، لإقامة الدين القيِّم المستقيم ، فنفذ أوامره ونواهيه بجد واجتهاد ، وقم بوظائفه الظاهرة والباطنة ، وبادر زمانك وحياتك وشبابك ، { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } وهو يوم القيامة ، الذي إذا جاء لا يمكن رده ، ولا يرجأ العاملون أن يستأنفوا العمل ، بل فرغ من الأعمال ، لم يبق إلاّ جزاء العمال . { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } أي : يتفرقون عن ذلك اليوم ، ويصدرون أشتاتاً متفاوتين ، لِيُرَوْا أعمالهم . { مَن كَفَرَ } منهم { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } ويعاقب هو بنفسه ، لا تزر وازرة وزر أخرى ، { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً } من الحقوق التي للّه ، أو التي للعباد ، الواجبة والمستحبة ، { فَلأَنفُسِهِمْ } لا لغيرهم { يَمْهَدُونَ } أي : يهيئون ، ولأنفسهم يعمرون آخرتهم ، ويستعدون للفوز بمنازلها وغرفاتها ، ومع ذلك ، جزاؤهم ليس مقصوراً على أعمالهم ، بل يجزيهم اللّه من فضله الممدود ، وكرمه غير المحدود ، ما لا تبلغه أعمالهم . وذلك لأنه أحبهم ، وإذا أحب اللّه عبداً صبّ عليه الإحسان صباً ، وأجزل له العطايا الفاخرة ، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة . وهذا بخلاف الكافرين ، فإن اللّه لما أبغضهم ومقتهم ، عاقبهم وعذبهم ، ولم يزدهم كما زاد من قبلهم ، فلهذا قال : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } .