Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 51-53)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حالة الخلق ، وأنهم مع هذه النِّعم عليهم بإحياء الأرض بعد موتها ، ونشر رحمة اللّه تعالى ، لو أرسلنا على هذا النبات الناشئ عن المطر ، وعلى زروعهم ، ريحاً مضرة متلفة أو منقصة ، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } قد تداعى إلى التلف { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } فينسون النعم الماضية ، ويبادرون إلى الكفر . وهؤلاء ، لا ينفع فيهم وعظ ولا زجر { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } وبالأولى { إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } فإن الموانع قد توفرت فيهم عن الانقياد والسماع النافع ، كتوفر هذه الموانع المذكورة عن سماع الصوت الحسي . { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ } لأنهم لا يقبلون الإبصار بسبب عماهم فليس منهم قابلية له . { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } فهؤلاء الذين ينفع فيهم إسماع الهدى ، المؤمنون بآياتنا بقلوبهم ، المنقادون لأوامرنا ، المسلمون لنا ، لأن معهم الداعي القوي لقبول النصائح والمواعظ ، وهو استعدادهم للإيمان بكل آية من آيات اللّه ، واستعدادهم لتنفيذ ما يقدرون عليه من أوامر اللّه ونواهيه .