Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 54-54)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن سعة علمه ، وعظيم اقتداره ، وكمال حكمته ، ابتدأ خلق الآدميين من ضعف ، وهو الأطوار الأولُ من خلقه ، من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى أن صار حيواناً في الأرحام ، إلى أن وُلد ، وهو في سن الطفولية ، وهو إذ ذاك في غاية الضعف ، وعدم القوة والقدرة . ثم ما زال اللّه يزيد في قوته شيئاً فشيئاً ، حتى بلغ سنّ الشباب واستوت قوته ، وكملت قواه الظاهرة والباطنة ، ثم انتقل من هذا الطور ، ورجع إلى الضعف والشيبة والهرم . { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } بحسب حكمته . ومن حكمته ، أن يري العبد ضعفه ، وأن قوته محفوفة بضعفين ، وأنه ليس له من نفسه إلا النقص ، ولولا تقوية اللّه له ، لما وصل إلى قوة وقدرة ، ولو استمرت قوته في الزيادة ، لطغى وبغى وعتا . وليعلم العباد كمال قدرة اللّه التي لا تزال مستمرة ، يخلق بها الأشياء ، ويدبر بها الأمور ولا يلحقها إعياء ولا ضعف ولا نقص بوجه من الوجوه .