Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 1-3)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أن هذا الكتاب الكريم ، أنه تنزيل من رب العالمين ، الذي رباهم بنعمته . ومن أعظم ما رباهم به ، هذا الكتاب ، الذي فيه كل ما يصلح أحوالهم ، ويتمم أخلاقهم ، وأنه لا ريب فيه ولا شك ولا امتراء ، ومع ذلك قال المكذبون للرسول الظالمون في ذلك : افتراه محمد ، واختلقه من عند نفسه ، وهذا من أكبر الجراءة على إنكار كلام اللّه ، ورمي محمد صلى اللّه عليه وسلم ، بأعظم الكذب ، وقدرة الخلق على كلام مثل كلام الخالق . وكل واحد من هذه من الأمور العظائم ، قال اللّه - رادَّاً على من قال : افتراه : - { بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ } الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . { مِن رَّبِّكَ } أنزله رحمة للعباد { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } أي : في حالة ضرورة وفاقة لإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، لعدم النذير ، بل هم في جهلهم يعمهون ، وفي ظلمة ضلالهم يترددون ، فأنزلنا الكتاب عليك { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } من ضلالهم ، فيعرفون الحق فيؤثرونه . وهذه الأشياء التي ذكرها اللّه ، كلها مناقضة لتكذيبهم له ، وإنها تقتضي منهم الإيمان والتصديق التام به ، وهو كونه { مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } وأنه { ٱلْحَقُّ } والحق مقبول على كل حال ، وأنه { لاَ رَيْبَ فِيهِ } بوجه من الوجوه ، فليس فيه ما يوجب الريبة ، لا بخبر لا يطابق للواقع ، ولا بخفاء واشتباه معانيه ، وأنهم في ضرورة وحاجة إلى الرسالة ، وأن فيه الهداية لكل خير وإحسان .