Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 4-9)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن كمال قدرته بخلق { ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أوّلها يوم الأحد وآخرها الجمعة ، مع قدرته على خلقها بلحظة ، ولكنه تعالى رفيق حكيم . { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } الذي هو سقف المخلوقات ، استواء يليق بجلاله . { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ } يتولاكم في أموركم فينفعكم { وَلاَ شَفِيعٍ } يشفع لكم إن توجه عليكم العقاب . { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } فتعلمون أن خالق الأرض والسماوات ، المستوي على العرش العظيم ، الذي انفرد بتدبيركم ، وتوليكم ، وله الشفاعة كلها ، هو المستحق لجميع أنواع العبادة . { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } القدري والأمر الشرعي ، الجميع هو المتفرد بتدبيره ، نازلة تلك التدابير من عند المليك القدير { مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ } فَيُسْعِدُ بها ويُشْقِي ، ويُغْنِي ويُفْقِرُ ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ ، ويُكرِمُ ويُهِينُ ، ويرفع أقواماً ويضع آخرين ، ويُنزل الأرزاق . { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي : الأمر ينزل من عنده ، ويعرج إليه { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } وهو يعرج إليه ويصله في لحظة . { ذٰلِكَ } الذي خلق تلك المخلوقات العظيمة ، الذي استوى على العرش العظيم ، وانفرد بالتدابير في المملكة ، { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } فبسعة علمه ، وكمال عزته ، وعموم رحمته ، أوجدها ، وأودع فيها من المنافع ما أودع ، ولم يعسر عليه تدبيرها . { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } أي : كل مخلوق خلقه اللّه ، فإن اللّه أحسن خلقه ، وخلقه خلقاً يليق به ويوافقه ، فهذا عام . ثم خص الآدمي لشرفه وفضله فقال : { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } وذلك بخلق آدم عليه السلام ، أبي البشر . { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي : ذرية آدم ناشئة { مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } وهو النطفة المستقذرة الضعيفة . { ثُمَّ سَوَّاهُ } بلحمه وأعضائه وأعصابه وعروقه ، وأحسن خلقته ، ووضع كل عضو منه بالمحل الذي لا يليق به غيره ، { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } بأن أرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، فيعود بإذن اللّه حيواناً بعد إذ كان جماداً . { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ } أي : ما زال يعطيكم من المنافع شيئاً فشيئاً ، حتى أعطاكم السمع والأبصار { وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } الذي خلقكم وصوركم .